روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | شريك الحياة...شكرًا!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > شريك الحياة...شكرًا!


  شريك الحياة...شكرًا!
     عدد مرات المشاهدة: 2358        عدد مرات الإرسال: 0

حين وقع بصري على التقويم عاد بي الخيال إلى مثل هذا اليوم منذ بضعة أعوام، ووتعجبت كيف مضت السنون سريعًا.

ففي مثل هذا اليوم كانت حفلة زفاف ابني الأصغر، وبعد إنتهاء مراسم الزفاف وإيصاله مع عروسه إلى بيت الزوجية وسط دعوات الجميع لهما بالسعادة وأن يبارك الله لهما ويبارك عليهما ويجمع بينهما بخير، عدت إلى المنزل بصحبة أخي فقد كان على زوجي أن يذهب إلى والدته المسنة المريضة ليكون معها ويتابع حالتها ويسهر بجوارها.

وفي ذلك اليوم وجدت نفسي وحدي في منزلي وقد خلا من الجميع ولأني كنت متعبة ومرهقة بعد أيام الإستعداد لزواج ابني إنتابتني مشاعر مختلطة من الهدوء والتعب والسكينة والترقب، ووجدتني مدفوعة بعاطفة جياشة إلى الصلاة وشكر الله تعالى الذي بفضله تتم النعم، فقد منَّ علي بتوفيق أبنائي في تعليمهم وعملهم وزواجهم، وأنعم علي بأن أتممت مسؤوليتي.. فإستسلمت يومها لنوم هادىء وإستيقظت وأنا في حالة نشوة ورضا.

ومرت الأيام متلاحقة وأنا أحاول فيها ترتيب أوراق حياتي، والفكرة المسيطرة على وجداني أن أغتنم بقية العمر للتزود للآخرة، عسى أن يمن الله عليّ فيما بقي بطريق حسن الخاتمة.

وأدركت وأنا أعيد ترتيب أوراق حياتي أن ثمة مواضيع كثيرة في حياتي الزوجية كانت معلقة، وكنت دائما أنا وزوجي نؤجل البت فيها وأخذ القرار المناسب.

وطلبت من زوجي أن يمنحني وقتا نتحاور فيه، ونتفق على صورة الحياة التى يرجوها كل منا فيما بقى من العمر.

أخذت المواقف والأحداث تمر على خاطري.. تتزاحم الكلمات في قلبي وأنا أستعرض هذا المسار الطويل..

كم كنت رائعًا يا زوجي العزيز في علاقتك معي!

كم أمتن لك على سعة صدرك حين كنت تواجه حزني!.. لأنك كنت تفارق المنزل كثيرًا إستجابة لمشاغلك وسفرك..

كم كانت ضحكتك تهون علي بكائي حين أفتقد الحوار معك وأحتاج إلى المساندة!

كم كانت هداياك تغمرني إذا عفوا لمحت سرورك وإنبساطك أثناء مكالمة هاتفية!

كم إنتشت أذني لسماعي كلماتك الرقيقة ومجاملتك لي خاصة عند تواجدنا في أي مجتمع!

كم كنت ودودا وعطوفا وأنت تبدى إستيائك حين تأتي لزيارتي إحدى صديقاتي!

كم كنت مبدعا وأنت تلفت نظري إلى أن أهتم بشئون منزلنا ليبدو كمنزل فلانة أو أخرى!

كم كنت معتدًا وواثقًا من نفسك وأنت تسمع أن بعض الأزواج قد تعتريهم الغيرة على زوجاتهم وأن هذا قد يسعد تلك الزوجات ثم لا تحرك ساكنًا!

كم كنت تسعى جاهدا لسماع عبارات المدح والثناء لما تبذله من عطاءات وخدمات للأخريات!

كم كنت بارعا مشيدا بعبقريتك حينما كان أحد أبنائنا يتفوق فى شئ مكتفيا بإرسال نظرات الغضب إليَّ إذا أخفق أحدهم!

كم كنت رحيما عندما كنت تحاول أن تُضحك الجميع بحديثك وفكاهتك وترانى أستجمع كل ملكاتي وقدراتي على الإبتسام!

كم أشعر بالإمتنان لك حين طالبتني بأن أخفي زواجك من قريبتك المطلقة التى تقيم مع والدتك!

ووجدتني في الحوار مع زوجي أقول له لك مني كل العرفان والتقدير..

ولكني الآن حريصة كل الحرص على إمتلاك زمام أمري ووقتي وهنيئا لك حياتك الجديدة فكل منا الآن سيمضي في طريقه.

وأفقت من ذكرياتي لأعاود الشكر لله، وبدأت أعد الطعام لبعض صديقاتي اللاتي يعملن معي في الأعمال الخيرية والخدمات الأهلية راجين من الله الإخلاص والقبول.

الكاتب: تهاني الشروني.

المصدر: موقع رسالة المرأة.